الورود البيضاء
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


الورود البيضاء للمتحابين فى الله
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 الجزء الرابع عشر (استثناءات لاتنقص أصل البراءه)

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
بوجى




عدد المساهمات : 73
تاريخ التسجيل : 24/11/2009

الجزء الرابع عشر (استثناءات لاتنقص أصل البراءه) Empty
مُساهمةموضوع: الجزء الرابع عشر (استثناءات لاتنقص أصل البراءه)   الجزء الرابع عشر (استثناءات لاتنقص أصل البراءه) Emptyالجمعة ديسمبر 25, 2009 12:29 pm

بسم الله الرحمن الرحيم



اأولاً‏:للين عند عرض الدعوة‏:‏ ‏

لا تعني البراءة من الكافرين حجب دعوة الإسلام عنهم وتركهم لما هم فيه من ضلال‏.‏ بل يحتم الإسلام على أهله دعوة الناس إلى الخير وأمرهم بالمعروف ونهيهم عن المنكر والحرص على هدايتهم والرغبة الأكيدة في تحولهم إلى الإسلام ولما كان هذا لا يأتي إلا بالدخول إلى النفوس من مداخلها واستجلاب رضاها وراحتها فإن الإسلام جعل سبيل الدعوة مع الكفار وغيرهم هو الحكمة والموعظة الحسنة والجدال بالحسنى كما قال تعالى‏:‏ ‏[15,125,125)]{‏ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي احسن إن ربك هو أعلم بمن ضل عن سبيله وهو اعلم بالمهتدين‏}[/url]‏ ‏(‏النحل‏:‏125‏)‏‏.‏‏.‏ وذلك أن النفوس الشاردة، والقلوب القاسية لا تعود إلى الإسلام ولا تلين إلا بالملاينة والملاطفة وإظهار العطف والشفقة والحرص‏.‏

ولذلك قال تعالى لموسى وهارون عندما أرسلهما إلى فرعون‏:‏ ‏‏فقولا له قولا لينا لعله يتذكر أو يخشى‏‏ ‏(‏طه‏:‏44‏)‏ وهكذا صنع موسى مع فرعون لاطفه في أول لقاء له وشرح له دعوته وجادله بالحسنى ووكل أمره لله بعد أن أعلن فرعون عداوته له‏.‏ وهكذا أيضاً فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم مع المشركين والكافرين والمعاندين ممن عرض عليهم دعوته سواء كانوا من العرب المشركين أو اليهود أو النصارى جادلهم رسول الله بالحسنى ودعاهم باللين والبيان وصبر معهم صبراً طويلاً ولم يثبت قط أنه أهانهم أو اغلظ عليهم عند عرض الدعوة أبداً وذلك امتثالاً لقوله تعالى‏:‏ ‏‏ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن إلا الذين ظلموا منهم‏}[/url]‏ ‏(‏العنكبوت‏:‏46‏)‏ وقوله‏:‏ ‏15,125,125)]{‏ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة‏}[/url]‏ ‏(‏النحل‏:‏125‏)‏، وقوله‏:‏ ‏[‏واصبر على ما يقولون واهجرهم هجراً جميلاً‏‏ ‏(‏المزمل‏:‏10‏)‏ وقوله‏:‏ ‏‏لست عليهم بمسيطر‏}[/url]‏ ‏(‏الغاشية‏:‏22‏)‏ وقوله‏:‏ ‏‏فإن عصوك فقل إني بريء مما تعملون‏}[/url]‏ ‏(‏الشعراء‏:‏216‏)‏ ولم يقل‏:‏ فاغلظ لهم القول وسبهم واشتمهم‏.‏

وهذه الآيات كلها ومثلها بالمئات في القرآن الداعية إلى الحكمة والصفح الجميل عن المكذبين لا تناقض قوله تعالى‏:‏ ‏‏يا أيها النبي جاهد الكفار والمنافقين واغلظ عليهم ومأواهم جهنم وبئس المصير‏}[/url]‏ ‏(‏التوبة‏:‏73‏)‏، وذلك أن الغلظة المأمور بها هنا إنما هي الغلظة في القتال فقط، وهذا مقام يحتاج إلى شدة وغلظة بخلاف مقام الدعوة، ولكل مقام مقال، كما يقولون‏.‏ وذلك بدليل قوله تعالى‏:‏ ‏[‏يا أيها الذين آمنوا قاتلوا الذين يلونكم من الكفار وليجدوا فيكم غلظة‏}[/url]‏ ‏(‏التوبة‏:‏123‏)‏‏.‏ فهذه الغلظة هنا تفسر الغلظة في الآية الأخرى وأن ذلك إنما يكون في مقـام القتـال والمقاتل إن لم يتصف بالشجاعة والقوة والغلظة لمن يقاتلونه لا ينتصر‏.‏ فلو رحمه أو لاينه أو أشفق عليه فإنه لا يقتله‏.‏ ومما يوضح ذلك جلياً ما صنعه الرسول صلى الله عليه وسلم مع المشركين في موقعة بدر، فقد رص رسول الله صلى الله عليه وسلم الصفوف ودعا المؤمنين إلى الشجاعة في القتال وقال‏:‏ ‏[‏والله لا يقتل رجل منكم اليوم مقبل غير مدبر إلا دخل الجنة‏]‏ ‏(‏رواه أبو إسحاق‏.‏ انظر البداية والنهاية 3/276-277‏)‏‏.‏ وفي هذا غاية التحريض على بذل النفس ولكنه بعد المعركة وهزيمة الكفار وأسر سبعين منهم لاطف الأسرى ولاينهم وداوى جراحاتهم وأمر الصحابة بإكرامهم فقال صلى الله عليه وسلم ‏[‏اكرموا الأسرى‏]‏ ‏(‏الترمذي وأبو داود‏)‏، حتى أن الصحابة كانوا يؤثرونهم بالطعام الجيد على أنفسهم وأنزل القرآن في ملاطفة الأسرى ودعوتهم للإسلام فقال تعالى‏:‏ ‏‏يا أيها النبي قل لمن في أيديكم من الأسرى إن يعلم الله في قلوبكم خيراً يؤتكم خيراً مما اخذ منكم ويغفر لكم والله غفور رحيم‏‏ ‏(‏الأنفال‏:‏70‏)‏، وهذا غاية الملاينة والملاطفة في دعوتهم إلى الإسلام وأن الله سيعوضهم عن الفدية التي أخذت منهم إن هم أذعنوا للإسلام وآبوا إلى الله ورسوله‏.‏ وبهذا يظهر لنا جليا التفريق بين مقام القتال ومقام الدعوة‏.‏

فمقام الدعوة هو مقام اللين والملاطفة وتخير الألفاظ وإحسان القول رغبة في تطميع الكافر في الدين، واستمالة لقلبه إليه‏.‏

والجاهلون بهذا لا يميزون بين مقام ومقام ويظنون أن البراءة من الكفار تعني سبهم وشتمهم وإغلاظ القول لهم في مقام الدعوة وهذا غاية الجهل والحماقة‏.‏

ثانياً‏:‏ حل الزواج بالكتابية وأكل ذبيحة الكتابي‏:‏

لا شك أن الكتابي يهودياً كان أو نصرانياً هو ممن حكم الله عليهم بالكفر والخلود في النار إذا سمع بالإسلام ولم يدخل فيه كما قال تعالى‏:‏‏{‏لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح ابن مريم وقال المسيح يا بني إسرائيل اعبدوا الله ربي وربكم إنه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار وما للظالمين من أنصار *لقد كفر الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثة وما من إله إلا إله واحد وإن لم ينتهوا عما يقولون ليمسن الذين كفروا منهم عذاب أليم‏}‏[/url] ‏(‏ المائدة‏:‏72-73‏)‏‏.‏

وهذا نص واضح في كفرهم لمقالتهم الشنيعة في الله ولا شك أيضاً أنهم لا يخرجون من مسمى أهل الكتاب بهذه المقالة فقد ناداهم الله مرارا بهذا الاسم مع وجود معتقدهم هذا فيهم كقوله تعالى‏:‏ ‏{‏يا أهل الكتاب لا تغلوا في دينكم ولا تقولوا على الله إلا الحق إنما المسيح عيسى ابن مريم رسول الله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه فآمنوا بالله ورسله ولا تقولوا ثلاثة انتهوا خيرا لكم إنما الله إله واحد سبحانه أن يكون له ولد له ما في السموات وما في الأرض وكفى بالله وكيلاً‏}‏ ‏(‏النساء‏:‏171‏)‏، فقد ناداهم الله بمسمى أهل الكتاب مع مقالتهم هذه‏.‏‏.‏ وبالرغم من ذلك فقد أباح الله للمسلم أن يأكل مما ذبحه الكتابي وأن يتزوج المرأة الكتابية وهذا مجمع عليه بين المسلمين ويشهد لهذا قوله تعالى‏:‏ {‏اليوم أحل لكم الطيبات وطعام الذين أوتوا الكتاب حل لكم وطعامكم حل لهم والمحصنات من المؤمنات والمحصنات من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم إذا آتيتموهن أجورهم محصنين غير مسافحين ولا متخذي أخدان ومن يكفر بالإيمان فقد حبط عمله وهو في الآخرة من الخاسرين‏}‏ ‏(‏المائدة‏:‏5‏)‏ وأنت ترى هنا أن الله قد جعل طعام أهل الكتاب من الطيبات المباحة والمقصود بطعامهم ذبيحتهم وهذا لا خلاف فيه أيضاً، وكذلك جعل الله المحصنة الكتابية أي العفيفة التي لا ترضى الزنا مباحاً الزواج بها كالعفيفة المسلمة أيضا‏.‏ وبهذا تعلم أن الأكل من طعام اليهود والنصارى لا ينافي ولا يعارض البراءة منهم، بل هذا مما استثنى، وكذلك الزواج من نسائهم‏.‏ ومعلوم انه يحصل مع الزواج من نسائهم كثير من المودة والمحبة الزوجية الفطرية التي تقوم بين الأزواج عادة كما قال تعالى‏:‏ ‏‏ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون‏‏ ‏(‏الروم‏:‏21‏)‏ ولا شك أن المودة هنا مستثناة من النهي عن المودة للكفار المنصوص عليها في مثل قوله تعالى‏:‏ ‏57,22,22)]{‏لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله‏‏ ‏(‏المجادلة‏:‏22‏)‏‏.‏‏.‏ الآية‏.‏ فمودة الزوج المسلم لزوجته الكتابية مخرج من ذلك ولا شك لأنه من المباح الذي لا يؤاخذ الله عليه ولا شك إن هذه المودة المباحة هي المودة الفطرية التي ينشئها الله في قلب الزوج لزوجته والتي لا يجوز معها اطلاع هذه الزوجة على عورات المسلمين أو إعانتها أو إعانة قومها على الإسلام و أهله‏.‏ ومعلوم كذلك إن الزواج بالكتابية يستلزم أيضا السماح لها بالبقاء على دينها إن شاءت وعدم الوقوف في وجه أدائها لشعائر هذا لدين إن أرادت وان لا تجبر على الإسلام ولا تدخل فيه إلا برضاها وهذا من المعلوم من الدين ضرورة لا يماري فيه إلا جاهل‏.‏

وكذلك الأمر بالنسبة لأكل طعام أهل الكتاب لا شك انه لا يمنع أن يأكله المسلم هديةً أو بيعاً وقد أكل رسول الله صلى الله عليه وسلم من الشاة التي أهدتها له اليهودية في خيبر‏.‏ وأكل منها أصحابه، ومعلوم أن الإهداء والبيع ونحو ذلك قد يحصل به تعارف ونوع صداقة ومودة وكل ذلك لا ينافي ولا يناقض الأصل الذي شرحناه آنفا وهو البراءة من الكفار‏.‏

ثالثا‏:‏ المجاملة والإحسان والدعاء له بالهداية‏:‏

‏.‏‏.‏ ومن الأمور التي لا تنقض أصل البراءة من الكفار أيضا مجاملة الكافر المعاهد والذمي والمستأمن والإحسان إليه والأصل في هذا هو قوله تعالى‏:‏ ‏‏لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين‏]‏ ‏(‏الممتحنة ‏:‏8‏)‏ ويدخل في البر بهم عيادة مرضاهم، واتباع جنائزهم، وقبول هداياهم والإهداء لهم، وتهنئتهم في الأفراح، وتعزيتهم في الأحزان ومساعدة فقرائهم والمحتاجين منهم وزيارتهم في منازلهم، وقبول دعوتهم، والدعاء لهم بالهداية، ونحو ذلك وهذا مما أجمع عليه المسلمون ولا مخالف لذلك ممن لهم رأي يعتد به‏.‏

ويدل لذلك ما يأتي‏:‏-

‏(‏أ‏)‏ الدعاء بالهداية لهم‏:‏

وهذا حتى لو كانوا محاربين أيضا وقد دعا الرسول صلى الله عليه وسلم لطوائف كثيرة من الكفار ليهديهم الله‏:‏ كما جاء في مسلم أنه قال‏:‏ ‏[‏اللهم اهد أم أبي هريرة‏]‏ ‏(‏مسلم وأحمد‏)‏ وذلك عندما طلب أبو هريرة من الرسول أن يدعو الله لأمه الكافرة كي تسلم، ولذلك جاء في البخاري عن أبي هريرة قال‏:‏ قدم الطفيل وأصحابه على رسول الله فقال الطفيل‏:‏ يا رسول الله، إن دوساً قد كفرت وأبت، فادع الله عليها، فقيل‏:‏هلكت دوس، فقال صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏[‏اللهم اهد دوساً وائت بهم‏]‏ ‏(‏البخاري ومسلم وأحمد‏)‏ ودوس قبيلة أبي هريرة‏.‏ وجاء في الترمذي وأحمد أن رسول الله دعا لثقيف فقال‏:‏ ‏[‏اللهم اهد ثقيفاً‏]‏، وكانوا قد تحصنوا منه بعد فتح مكة في ديارهم وامتنعوا من المسلمين ولم يستطع المسلمون فتح الطائف، فدعا الرسول صلى الله عليه وسلم أن يهديهم، فأسلموا وقدموا المدينة، وفي كل هذا استحباب الدعاء للمعاندين من الكفار لعل الله يهديهم‏.‏

‏(‏ب‏)‏ الإهداء لهم وقبول هداياهم‏:‏

وقد جاء في صحيح البخاري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أهدى إلى عمر بن الخطاب حلة من حرير فقال‏:‏ يا رسول الله تكرهها وترسلها لي‏؟‏ فقال صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏[‏إني لم أرسلها لك لتلبسها ولكن البسها بعض نسائك‏]‏ فأهداها عمر بن الخطاب لأخ له مشرك بمكة‏.‏ وهذا دليل واضح أيضا على أنه يجوز الإهداء للكفار ما لا يحل لبسه للمسلمين كالحرير وكذلك قبل رسول الله هدايا المقوقس ‏(‏ابن خزيمة وأبو نعيم‏)‏، وقبل الشاة المصلية من اليهودية في خيبر ‏(‏البخاري وغيره عن أنس‏)‏‏.‏

(‏ج‏)‏ عيادة مرضاهم‏:‏

وقد روى البخاري عن أنس رضي الله عنه أن غلاماً يهودياً كان يخدم النبي صلى الله عليه وسلم فمرض، فأتاه النبي صلى الله عليه وسلم يعوده‏:‏ فقعد عند رأسه فقال له‏:‏ ‏[‏أسلم‏]‏ فنظر إلى أبيه وهو عنده فقال له‏:‏ أطع أبا القاسم -صلى الله عليه وسلم-، فأسلم فخرج النبي صلى الله عليه وسلم وهو يقول‏:‏ ‏[‏الحمد الله الذي أنقذه من النار‏]‏‏.‏ وروى البخاري أيضاً تعليقاً جازماً به إلى سعيد بن المسيب عن أبيه انه قال‏:‏ ‏[‏لما حُضِر أبو طالب جاءه النبي صلى الله عليه وسلم‏]‏ وهذا مشهور في قصة عرض النبي صلى الله عليه وسلم الإسلام على أبي طالب في مرض موته وقول عمرو بن هشام له‏:‏ أترغب عن ملة عبد المطلب‏؟‏ فمات وهو يقول‏:‏ هو على ملة عبد المطلب‏.‏ والشاهد من هذا أن النبي صلى الله عليه وسلم عاد المشركين واليهود‏.‏

د- التصدق عليهم والإحسان لهم‏:‏

وهذا ثابت في النص القرآني الذي ذكرناه وكذلك في قوله تعالى‏:‏ ‏‏ليس عليك هداهم ولكن الله يهدي من يشاء وما تنفقوا من خير فلأنفسكم وما تنفقون إلا ابتغاء وجه الله وما تنفقوا من خير يوف إليكم وأنتم لا تظلمون‏‏ ‏(‏البقرة‏:‏272‏)‏ وقد قال ابن كثير عن هذه الآية‏:‏ قال أبو عبدالرحمن النسائي‏:‏ أنبأنا محمد بن عبد السلام بن عبد الرحيم أنبأنا الفريابي حدثنا سفيان عن الأعمش عن جعفر بن عباس عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال‏:‏ ‏"‏كانوا يكرهون أن يرضخوا لأنسابهم من المشركين فسألوا فرخص لهم‏"‏ فنزلت هذه الآية ‏{‏ليس عليك هداهم‏.‏‏.‏‏}[/url]‏ وهذا ما رواه أبو حذيفة، وابن المبارك وأبو أحمد الزبيري، وأبو داود الحضرمي عن سفيان وهو الثوري، وقال ابن أبي حاتم‏:‏ أنبأنا أحمد بن القاسم عن عطية حدثني أحمد بن عبدالرحمن يعني الأشتكي حدثني أبي عن أبيه حدثنا أشعث ابن إسحاق عن جعفر بن المغيرة عن سعيد بن جبير عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يأمر بأن لا يتصدق إلا على أهل الإسلام حتى نزلت هذه الآية ‏‏ليس عليك هداهم‏.‏‏.‏‏‏ إلى آخرها‏.‏ فأمر بالصدقة بعدها على كل من سألك من كل دين‏.‏

وكذلك روى البخاري وغيره عن أسماء بنت الصديق أنها ذكرت للنبي صلى الله عليه وسلم أن أمها قد أتتها وهي راغبة -أي عن دين الإسلام- أفتتصدق عنها‏؟‏

فأمرها النبي صلى الله عليه وسلم أن تصلها، وهذا بالطبع موافق ومقرر لقوله تعالى‏:‏ ‏‏وإن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما وصاحبهما في الدنيا معروفاً‏‏ ‏(‏لقمان‏:‏15‏)‏‏.‏
والخلاصة من كل هذا أن الصدقة والإحسان على الكفار جائزة بل مستحبة كما قال النبي صلى الله عليه وسلم ‏[‏في كل كبد رطبة أجر‏]‏ ‏(‏البخاري ومسلم وأبو داود وأحمد وغيرهم‏)‏‏.نص‏
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الجزء الرابع عشر (استثناءات لاتنقص أصل البراءه)
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الجزء الرابع (من مظاهر موالاة المؤمنين)
» الجزء التاسع (نواقض الموالاة)
» الجزء العاشر (قوادح الموالاة)
» الجزء الخامس (من مظاهر موالاة الكفار)
» الجزء الثالث عشر (صور البراءة من الكفار والمنافقين )

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الورود البيضاء :: كلام بين المتحابين في الله-
انتقل الى: