سجل أيامنا يطوى .. ونحن في غفله ·`ll₪
قال تعالى:
كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ
فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَاْزَ وَمَاْ الحَيَاْةُ الدُّنْيَاْ إِلاَّ مَتَاْعُ الغُرُورِ
كـل يوم يمر يأخذ بعضي ... يورث القلب حسرة ثم يمضي
فكل يوم يطوى بساطه، ويقوض خيامه، ويشد رحاله ..
ونحن لازلنا في غفله تتبعها غفله .. وحسره يتبعها ندم ..
اصحبت القلوب لاهيه ، ساهيه ..
معرضه عن ذكره .. وجله من تذكره ..
لإنه من أبلغ العظات .. واشدها على النفس ..
حوى بين جنبيه لوعه الفراق .. وأحدث في النفس عضات وعبرات ..
كيف لا !!
ونحن نرى مريض قوم قد تعافى .. وسليم قوم في التراب قد توارى ..
لايفرق بين كبير ولاصغير .. لاصحيح ولاسقيم ..
فنرى مع نسمات الفجر وليد صريخ ..
ومع خيوط مغيب فقيد يوارى وصوت نحيب ..
أنه الموت ..
له من الاثر مايوقظ النفوس وينتشلها من غفلتها ..
فماالليالي والأيام إلا خزائن أعمال ومراحل إعمار..
أيام تمر وأعوام تتكرر.. وأجيال تتعاقب على درب الآخرة..
فهذا مقبل وهذا مدبر، وهذا صحيح، وهذا سقيم، والكل إلى الله يسير...
فماذا اعدننا لهذا اليوم ؟؟
فهل رأينا صحائف أيامنا التي خلت، ماذا ادخرنا فيها لآخرتنا ؟؟...
هل حاسبنا أنفسنا على الفرائض .. على المنهيات .. على الغفلات ؟؟
فما نحن الانمتطي عربة الليالي والأيام تحث بنا السير إلى الآخرة..
نسير إلَى الآجال في كل لحظة وأيـامنا تطوى وهنّ مراحل..
ترحل من الدنيا بزاد من التقى فعمرك أيـام وهنّ قلائـل..
إنـا لنفـرح بالأيـام نقطعـهـا وكل يوم مضى يدني من الأجل..
فاعمل لنفسك قبل الْموت مُجتهدا فإنَّما الربح والخسران في العمل ..
فما الليل والنهار إلا مطيتان يباعدانك من الدنيا ويقربانك من الآخرة ..
والشهور والأعوام، والليالي والأيام مواقيت الأعمال ومقادير الآجال..
تنقضي جميعاً وتمضي سريعاً..
والسعيد لا يركن إلى الخُدَع، ولا يغترُّ بالطمع ..
فكم من مستقبلٍ يوماً لا يستكمله، وكم من مؤَمِّلٍ لغدٍ لا يدركه..
وكم من عزيز اغمضنا جفنه .. وودعنا جسده .. وأضجعناه لحده ..
فباتوا في بطون قبورهم صرعى .. لا يجدون لما هم فيه دفعاً ...
لا يملكون لأنفسهم ضراً ولا نفعاً ..ينتظرون يوما تدعى فيه الامم الى ربها ..
فطوبى لمن ادرك عمره ..
"""""""""
إلى كم ذا التراخي والتمادي .. وحادي الموتِ بالأَرْوَاح حادي
فلو كنا جماداً لاتعظنا .. ولكنا أشد من الجمادِ
تنادينا المنيةُ كلَ وقتٍ .. وما نصغي إلى قولِ المُنادِي
وأنفاسُ النفوسِ إلى انتقاصٍ .. ولكن الذنوبَ إلى ازديادِ